المنشوراتبحوث ودراسات

الإستراتيجية العامة للشراكة الأورومتوسطية: المقومات والأبعاد

د. نعيمة بن دومية (الجزائر)

دكتوراه العلوم السياسية، جامعة حسيبة بن بوعلي  بالشلف- الجزائر-

ملخص:

في سنة 1995 أبرمت دول الإتحاد الأوروبي مع الدول الواقعة جنوب البحر الأبيض المتوسط اتفاقية شراكة ببرشلونة كانت نتيجة للتغيرات التي برزت على الساحة العالمية في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المجالات الأخرى مثلت نقطة تحول في مسار العلاقات الأورو- متوسطية لآخذرة في ذلك مبدأ الشمولية الذي يجمع بين كافة المجالات، بعد أن كانت ذات طابع اقتصادي بحت.

وأصبح مبدأ الشراكة يقوم على تغيير مسار العلاقات من علاقات تعاون من أجل التنمية إلى شراكة لتحقيق التوازن في مختلف المجالات، تضم على قدم المساواة دول شمال المتوسط مع دول جنوب المتوسط، والعمل على تعزيز التحالفات الاستراتيجية عبر ضفتي هذا الجسر الرابط بينهم.

الكلمات المفتاحية: المتوسط، الشراكة الأورومتوسطية، دوافع الشراكة، أبعاد الشراكة. 

مقدمة الدراسة

لقد أدت الضغوط التي مارستها القوى الداعمة للعولمة على غرار البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية إلى حتمية الاندماج في الاقتصاد العالمي والإقليمي وتوجه الدول الضعيفة نحو الاستجابة لمجموعة من المبادرات، وإقامة شراكات وتعاون مع القوى الكبرى، بما يكفل لها التنمية السريعة في إطار التبادلات التكنولوجية والخبرات التصنيعية والانفتاح عن الأسواق مما يسمح لمنتجاتها التداول في الأسواق العالمية.

إلا أنها ما فتأت إلى أن أصبحت هذه الشراكات تنحو منحى نحو المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية من أجل انصهار هذه الدول الضعيفة في النظام العالمي على كافة الأصعدة، وتعتبر الشراكة الأورومتوسطية أبرز ما يجسد هذا الطرح على ضفتي المتوسط، وهي علاقات قائمة بين دول الاتحاد الأوروبي ودول الضفة الجنوبية للمتوسط.

يهدف هذا البحث إلى دراسة وتحليل مشروع الشراكة الأورومتوسطية من حيث الدوافع والأسباب، وكذا المضمون ومعرفة الأهداف الضمنية والصريحة التي أدت إلى  تبنيها كتوجه جديد نحو تطوير للعلاقة بين ضفتي المتوسط، وهنا تبرز أهمية الدراسة بحيث تحاول هذه الدراسة معرفة الآليات المعتمدة من الطرف الأوروبي لضمان الحفاظ على رجاحة كفته في اتخاذ القرارات وصنع السياسات ورسم المعالم الرئيسية للتعامل بين الطرفين.

وعليه يمكن طرح الإشكالية التالية: إلى أي مدى ساهم مشروع الشراكة الأورومتوسطية في بناء تصور عملي واضح المعالم شامل الأبعاد للعلاقة بين ضفتي المتوسط؟

وبغرض الاجابة على هذه الإشكالية نطرح التساؤلات الفرعية التالية: كيف ساهمت مقومات منطقة المتوسط في ظهور بوادر الشراكة الأورومتوسطية؟ ما المقصود بالشراكة الأورومتوسطية وماهي أسباب قيامها وميادينها؟ إلى أي مدى يمكن اعتبار  مشروع الشراكة مشروع يؤسس لعلاقة تعكس تطلعات ضفتي المتوسط؟

وللاجابة على هذه التساؤلات تم تقسيم الدراسة إلى أربعة مطالب، يتناول الأول أهمية منطقة المتوسط، ويتناول الثاني مفهوم الشراكة الأورومتوسطية، بينما يتناول الثالث دوافع قيام الشراكة الأورومتوسطية، أما المطلب الرابع فيتناول ميادين الشراكة الأورومتوسطية.

التوثيق: مجلة العلاقات الدولية، أكاديمية العلاقات الدولية، تركيا، العدد الثامن، يوليو/ تموز 2025، ص ص 107 – 141

Admin

مجلة علمية دولية محكمة، ربع سنوية، يتم النشر فيها باللغات (العربية، التركية، الإنجليزية، الفرنسية). تقوم على نشر الدراسات العلمية والأوراق البحثية وأوراق السياسات، وكذلك نشر عروض وملخصات رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه حول العلاقات الدولية، وفروعها الأساسية، وما يرتبط بها من علوم ومعارف بينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى