المنشوراتبحوث ودراساتتقارير وترجماتعروض ومراجعات

مجلة العلاقات الدولية ـ عدد أكتوبر 2023

تناول العدد الثاني من مجلة الأكاديمية للعلاقات الدولية، إصدار أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عدداً من الأوراق البحثية حول الأزمة الأوكرانية، وتداعياتها الأمنية والسياسية والاقتصادية والاستراتيجية والقانونية، ومن بين عناوين الأوراق الأساسية التي تضمنها العدد:

في إطار الأبعاد القانونية للأزمة جاءت أوراق: الأزمة الأوكرانية في نظر القانون الدولي المعاصر، د. عبد الله الأشعل (مصر)، التكييف القانوني للحرب الروسية الأوكرانية في القانون الدولي المعاصر، د. السيد مصطفى أحمد أبو الخير(مصر)، مشروعية ضم أراضي الدول ذات السيادة بالقوة: الأقاليم الأوكرانية نموذجا، د. محمد بوبوش (المغرب)، التدخل الروسي في أوكرانيا بين مقتضيات الدفاع الشرعي وانتهاك القانون الدولي الإنساني، الباحث علي عتيق (الجزائر)، الحرب الروسية الأوكرانية بين قوة القانون وقانون القوة، د. زهرة المزوغي تيبار (ليبيا).

وحول تداعيات الأزمة وأبعادها الاستراتيجية، تضمن العدد الأوراق التالية: التداعيات الجيوستراتيجية للحرب الروسية الأوكرانية ومساراتها المستقبلية، د. محمد القايدي (تونس)، تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية على الأمن الأوروبي، د. سعد حقي (العراق)، تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على منطقة الشرق الأوسط، د. محمد عصام لعروسي (المغرب)، مآلات الحرب الروسية الأوكرانية على القارة الأفريقية، د. نجلاء مرعي (مصر)، تداعيات الأزمة الأكرانية على التواجد الروسي في أفريقيا، د. سمر خمليشي (المغرب)، وكذلك ورقة القارة الأفريقية وحسابات الحرب الروسية الأوكرانية، د. مريامة بريهموش (الجزائر).

وحول تداعيات الأزمة وأبعادها الاقتصادية جاءت دراسة: الحرب الروسية – الأوكرانية: أزمة الطاقة وإعادة رسم خريطة الغاز العالمية، د. صباح أحمد فرج (مصر).

وحول تداعيات الأزمة وأبعادها الإعلامية جاءت دراسة، الحرب الروسية الأوكرانية واتجاهات الرأي العام المصري، د. عبد السلام عبد الرحمن (مصر).

ملخصات الأوراق المنشورة في العدد الثاني من المجلة

الأزمة الأوكرانية في نظر القانون الدولي المعاصر

أ. د. عبد الله الأشعل

أزمة أوكرانيا هى نموذج للأزمة العالمية ذات الخصائص المميزة وهي نموذج لفروع كثيرة فى العلاقات الدولية والقانون الدولى. ذلك أن الحرب فى أوكرانيا ليست حربا عسكرية بين الروس والأوكرانيين ولكنها جزء من اندلاع الصراع السياسى الطويل بين روسيا والغرب عموما، ولذلك فإن الصراع السياسى والعسكرى والاقتصادى والنفسي هى جوانب واضحة لهذا الصراع العالمى. 

 فى هذه الورقة سوف نلقى الضوء على الجوانب المختلفة للصراع السياسى والعسكرى، فهو صراع عالمى وإن لم يشمل العالم كالحرب الساخنة السابقة، فقد تبدلت الأطراف وتبدلت مواطن الشقاق وتتضح عالمية الصراع فى تهديد بوتين فى خطابه المطول يوم 24 فبراير/2023 بمناسبة مرور عام على الحرب فى أوكرانيا بأن مصير العالم يتقرر خارج أوكرانيا ومعنى ذلك أنه يهدد باستخدام السلاح النووى ويحمل الغرب مسؤولية إفناء العالم. 

 ونوضح فى هذه الورقة حجج الطرفين الروسى والغربى من الوجهة القانونية وكيف أن الافتراق يحدث لأول مرة بشكل أوضح بين العلاقات الدولية والقانون الدولى، وثبت ما كان مهما فى العلاقة بينهما وهو أن نظرية الصراع هى جوهر العلاقات الدولية وأن ثلاثة من الكوابح تحاول تخفيف قسوة ممارسات نظرية الصراع.

هذه الكوابح هى القانون الدولى بفروعة المناسبة المرافقة للعلاقات الدولية، فتلك الأخيرة تتدفق كالمحيط والقانون الدولى هو أحد الشواطئ التى أحيانا ترد الأمواج وأحيانا أخرى تطغى عليها الأمواج وتكتسحها ولكن الملاحظ عبر العصور أن الدول الأوروبية الاستعمارية كانت تخترع قواعد القانون الدولى التى تبرر علاقاتها وسلوكياتها، أى أنها طوعت القانون الدولى لمصالحها ولا تزال كذلك وإن كانت الدول الكبيرة تحاول إضفاء الشرعية القانونية على تصرفاتها.

وسوف أقدم أمثلة لهذا القانون والسلوك فى الأزمة الأوكرانية وكيف أن الغرب لايدرك ازدواج المعايير أوحتى تعددها. ولكن لم يحدث فى التاريخ أن دولة قوية باطشة أعلنت صراحة أنها تتحدى القانون الدولى، أما الكابح الثانى فهو الأخلاق العامة الدولية والكابح الثالث هو المجاملة الدولية

التكييف القانوني للحرب الروسية الأوكرانية في القانون الدولي المعاصر

أ. د. السيد مصطفى أحمد أبو الخير

   فى شهر فبراير 2022 نشبت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتبادلت كل من روسيا وأوكرانيا المزاعم حول أسباب هذه الحرب، حيث أعلنت روسيا أنها تقوم بعملية عسكرية خاصة فى أوكرانيا، ولكنها لم تعلن الحرب صراحة عليها، وردت أوكرانيا بأنها تتعرض لحرب عدوانية من قبل روسيا، وسوف نعرض ذلك على قواعد وأحكام القانون الدولى المعاصر، لنتعرف على حكمه فى ذلك.

إن استخدام القوة فى القانون الدولى مر بمراحل ثلاثة الأولى مرحلة الإباحة حيث كان أستخدام القوة الوسيلة الهامة فى حل المنازعات الدولية دون قيد أو شرط، ثم جاءت المرحلة الثانية مرحلة التقييد، حيث أبرمت العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التى تحد من إطلاق يد الدول فى أستخدام القوة كوسيلة لفض النزاعات الدولية، وكان على رأسها عهد عصبة الأمم عام 1919م، ثم توالت المعاهدات بذلك الشأن، وما سبق من مرحلتى الإباحة والتقييد أطلق عليهما فى القانون الدولى النظرية التقليدية للحرب، أو نظرية الحرب ولها سماتها وشروطها التى نلقى عليها الضوء فى البند الأول من هذه الورقة.

   ثم كانت المرحلة الأخيرة، وهى مرحلة الحظر، والتى بدأت مع ميثاق الأمم المتحدة عام 1945م، حيث ورد حظر التهديد بأستخدام القوة أو أستخدام القوة فى الفقرة الثانية من المادة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة التى نصت على أن (يمتنع أعضاء الهيئة جميعا في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد “الأمم المتحدة”. ) وأطلق على تلك المرحلة نظرية النزاع المسلح بدلا من نظرية الحرب، وتلك المرحلة لها خصائصها وشروطها، سوف نقوم بتوضيحها فى البند الثانى من هذه الورقة.

   ثم فى البند الثالث من هذه الورقة نعرض الحرب الروسية الأوكرانية على ما سبق بيانه، لمعرفة التكييف القانونى لما جرى ويجرى بين روسيا وأوكرانيا.  

مشروعية ضم أراضي الدول ذات السيادة بالقوة: الأقاليم الأوكرانية نموذجا

د. محمد بوبوش

تسعى الدراسة إلى إبراز أهم المخاطر التي تواجه الدول في الحفاظ على سيادتها في ظل جمود قواعد القانون الدولي وعدم قدرتها على حماية السلامة الإقليمية للدول في مواجهة تدخلات الدول القوية، وهو ما يبدو جليا من الأزمة الروسية الأوكرانية التي ستكون لها انعكاسات خطيرة على السلامة الإقليمية للدول على صعيد أوربا والعالم، فهي تثير حساسية لدى القوميات، وتشرعن الانفصال عن الدول، الذي يهدد استقرار النظام الدولي برمته.

وتنطلق هذه الدراسة من أرضية واضحة المعالم، وهي أن الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى إحياء مفاهيم كنا نعتقد أن الزمن تجاوزها مثل الغزو العسكري ومفهوم المجال الحيوي والمصالح الحيوية والتي  لها نتائج خطيرة على مستوى النظام القانوني الدولي.

إن السؤال الرئيسي في هذه الدراسة هو كيف يمكن الحفاظ على السيادة الوطنية للدول وسلامتها الإقليمية في ظل قصور قواعد القانون الدولي وعجزها عن نصرة الدول في مواجهة التدخلات غير المشروعة للدول؟

الحرب الروسية الأوكرانية بين قوة القانون وقانون القوة

د. زهرة المزوغي تيبار

تأسس القانون الدولي المعاصر على جملة من المبادئ والمفاهيم، لعل أهمها السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وقبل هذا وذاك نبذ استعمال القوة أو التهديد بها، الأمر الذي تم تجاوزه في الحالة الروسية الأوكرانية، حيث يأتي هذا النزاع مثالاً حيّاً ومعاصراً في سياق انتهاكات القانون الدولي، الأمر الذي قد يدفع العالم إلى حروب لا يحكمها قانون .

فالنزاع الروسي الأوكراني لسنة 2022، الذي وصل إلى مرحلة المواجهة المسلحة، يعد بلا ريب من الأحداث الدولية المعاصرة التي ألقت بظلالها على الواقع الدولي، وأثار العديد من الإشكاليات القانونية، بسبب تعدد الأطراف المعنية بالصراع، وتدخل قوى دولية، وتعقّد المشهد الدولي إجمالاً أمام التداعيات التي ترتبت على تفاقم الأزمة، الأمر الذي يفرض البحث في مدى مشروعيته.

التدخل الروسي في أوكرانيا بين مقتضيات الدفاع الشرعي وانتهاك القانون الدولي الانساني

أ. علي عتيق

في 22 فبراير 2022 قامت القوات الروسية باجتياح الأراضي الأوكرانية في إطار ما تسميه الحكومة الروسية الدفاع عن سلامة أمنها القومي من تدخلات الغرب ممثلا في حلف الناتو، خلفت تلك العمليات العسكرية العديد من ردود الأفعال السياسية وانقسم العالم حولها إلى قسمين، قسم يرفض رفضا قاطعا ما تقوم به روسيا من انتهاك للسيادة الدولية للأراضي الأوكرانية، وقسم آخر تبنى التبريرات الروسية وأيدها.

وهنا فإن الاشكال الذي يطرح هو: كيف ينظر للتدخل العسكري الروسي بين مبررات الدفاع الشرعي المنصوص عليها في المادة 51 من ميثاق هيئة الأمم المتحدة، وبين الانتهاكات الدولية لقواعد القانون الدولي الإنساني؟

للإجابة على إشكالية الموضوع قسمنا الورقة البحثية إلى مبحثين، حيث سنتناول في المبحث الأول: التدخل العسكري الروسي وفكرة ربطه بحق الدفاع الشرعي والذي سنطرق من خلاله إلى دراسة أوجه التدخل العسكري في القانون الدولي (المطلب الأول)، وحالة الدفاع الشرعي للتدخل العسكري الروسي في ضوء القانون الدولي الإنساني (المطلب الثاني).

أما المبحث الثاني فسيتم التطرق فيه إلى البحث في مدى انتهاك التدخل العسكري الروسي لقواعد القانون لدولي الإنساني، من خلال معرفة مدى قيام المسؤولية الدولية لروسيا عن انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني (المطلب الأول)، ومدى انتهاك التدخل العسكري الروسي لقواعد القانون الدولي الإنساني في أوكرانيا كمبرر لقيام المسؤولية الدولية لروسيا (المطلب الثاني).

حيث اعتمدنا في الإجابة عن تلك الإشكالية على المنهج التحليلي من خلال جمع المادة القانونية المتعلقة بالموضوع وتحليلها تحليلا قانونيا محاولين اسقاط ذلك على واقع النزاع المسلح الروسي الأوكراني.

التداعيات الجيوستراتيجية للحرب الروسية الأوكرانية ومساراتها المستقبلية

د. محمد القايدي

تكمُن أهمية الصراع في أوكرانيا في أنَّه أحيا أحلام الماضي وذكّى رغبة المصالح الحاضرة وأشعل فتيل مطامح المستقبل فهو صراع غرف من التاريخ وتمدّد في الجغرافيا، وظّف روابط العرق واللّغة وتسلّح بالدّين وعينه على النّظام الدّولي والعلاقات الاستراتيجية فهو بكلمة صراع يثير أسئلةً تقع في صلب نظريات الجيوبولتيك المعاصر.

من أجل ذلك يسلط الباحث الضوء في هذه الورقة على تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية (بعد عام من تفجر الصراع)، سياسيًّا واقتصاديًّا واستراتيجيًّا، ضمن إشكالية مركزية: ما مدي تأثير هذه الحرب في بنية النظام الدولي والتوازنات الاستراتيجية القائمة ومساراتها المستقبلية؟ خاصة في ظل تعقد المشهد الدولي وتعدد الفاعليين الدّوليين والمتدخلين.

ويتطلع الباحث من هذه الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف منها: توضيح خلفيات هذا الصراع الخطير وأهم تداعياته وقد اعتمد الباحث في دراسته لتحقيق الأهداف على المنهج التاريخي والتحليلي. وفي الخاتمة توصلت الدراسة لمجموعة من النتائج من أبرزها: أهمية فهم هذا الصراع وإعداد الرؤى الاستباقية في ظل تحولات دولية متسارعة تمهد لتغيرات كبرى.

تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية على الأمن الأوروبي

د. سعد حقي

أثارت الحرب الروسية-الاوكرانية مخاطر كبيرة على الأمن العالمي نتيجة لآثارها الكبيرة على مختلف دول العالم، ومن بين أبرزها آثارها السياسية والاقتصادية، كما أصبح لها اثار مباشرة على الأمن الأوربي بسبب القرب الجغرافي بين اوكرانيا ودول الاتحاد الأوربي، حيث تعد اوكرانيا الاطلالة الروسية على اوروبا الشرقية. وبسبب الترابط والتشابك الاقتصادي بين روسيا والاتحاد الأوربي، تركت الاعتمادية الأوربية على مصادر الطاقة الروسية آثار مهمة على الامن الأوربي.

وسنحاول في هذا البحث القاء الضوء على آثار الحرب على الأمن الاوروبي من خلال تناول: روسيا والحرب على أوكرانيا، الاتحاد الأوربي والحرب الروسية-الأوكرانية، تطور اهداف روسيا والولايات المتحدة من الحرب، آثار الحرب على الأمن العسكري للاتحاد الأوربي، آثار الحرب على الأمن الاقتصادي والطاقة، تقييم آثار الحرب على الأمن الأوربي.

الحرب الروسية – الأوكرانية: أزمة الطاقة وإعادة رسم خريطة الغاز العالمية

د. صباح أحمد فرج

اندلعت الحرب الروسية – الاوكرانية بعد سلسلة من التصعيد والتهدئة بين بين روسيا من ناحية وأوكرانيا والدول الأوروبية من ناحية أخرى، منذ أزمة القرم في 2014، وحين اتخذت روسيا قرارها في 24 من فبراير 2022 بإطلاق عملياتها العسكرية في منطقة دونباس شرق أوكرانيا لتندلع على أثرها حربا شاملة بين البلدين، ألقت بظلالها على دول العالم اجمع القريب منها والبعيد، ذي الصلة بأطراف الحرب أو من ليس لهم أية صلة، وليدور الجميع في دائرة من التأثير والتأثر التي لا يتوقع انهائها في مدى زمني قريب مع دخول الحرب عامها الثاني.

 ويعد ملف الطاقة الملف الأبرز بين الملفات ذات الصلة بالحرب من حيث الأسباب والتداعيات، إذ ارتبط المعطيات قبل الحرب واثناءها بشكل أو بآخر بملف الطاقة واداراته من الجانبين، كما أثارت الحرب وتطوراتها على الأرض العديد من التساؤلات بشأن الضغوط التي فرضتها على أسواق الغاز العالمية، وما تشهده خريطة الغاز من تغيرات.

وتحاول الورقة البحثية التعرف على مدى انعكاس الحرب الروسية – الأوكرانية على خريطة الغاز العالمية، باعتبار ملف الطاقة أحد أبرز الملفات المرتبطة بالحرب قبل اندلاعها واثناء تطورها وحتى في مرحلة ما بعد الحرب.

كما تقدم الدراسة تصور لملامح خريطة الغاز العالمية قبل وبعد الحرب لتحديد حجم وطبيعة التغيرات التي شهدتها، وموقع دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تلك الخريطة وفرصها للاستفادة من تلك التغيرات.

وتتناول الباحثة أزمة الطاقة العالمية التي تسببت فيها الحرب مع التركيز على الغاز الطبيعي باعتباره الأكثر تأثرا، وذلك بداية بملامح خريطة الغاز العالمية قبيل الحرب الروسية على أوكرانيا، وما تسبب في التصعيد الأوروبي – الروسي من زيادة حدة الأزمة التي أضرت بالجميع بشكل أو بآخر، وأخيرا ملامح خريطة الغاز العالمية وما شهدته من تغيرات بعد مرور عام على الحرب مع محاولة استشراف الوضع خلال العام الجديد.

تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على منطقة الشرق الأوسط

د عصام لعروسي

تكتسي هذه الورقة أهمية بالغة من الناحية الأكاديمية، على اعتبار أن الحرب الروسية- الأوكرانية هي من أهم المتغيرات الرئيسية التي يشهدها العالم منذ ما يزيد عن السنة، حيث أن الاشكالية الرئيسية للدراسة تدور حول انعكاسات الحرب الروسية الاوكرانية، على منطقة الشرق الأوسط من خلال فهم التأثيرات المحتملة للحرب على سياسات دول المنطقة وكيفية تعاطيها مع الأزمة وتغيير المحاور الدولية ودور الفواعل الاقليمية، والوقوف على المتغيرات الرئيسية والثانوية التي تساهم في تغيير أنماط سلوك الدول الفاعلة في الاقليم وشكل سياساتها الخارجية وتحالفاتها الدولية، كما تحاول الورقة الوقوف على التداعيات السياسية، العسكرية، الاقتصادية والجيوسياسية.

اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي من خلال معاينة ظاهرة الدراسة موضوع البحث والتركيز على الأحداث وتوصيفها وتشخيصها. كما اعتمد البحث على المقاربة التاريخية من خلال استعراض أهم الأحداث الجوهرية التي سبقت الحرب الروسية-الأوكرانية.

كما تم توظيف المنهج البنيوي والوظيفي في تفسير المتغيرات الرئيسية والثانوية التي قد تشمل بنيات نظام الأمن الاقليمي الفرعي في الشرق الأوسط وتأثير التغيير في بنية النظام الدولي على تطور الأنظمة الفرعية في مناطق البحث على اعتبار أن المنطقة ليست مجالا جغرافيا منسجما ومندمجا من جهة مواجهة الأزمات الدولية وإن كانت تتشابه في طبيعة الانظمة السلطوية الموجودة في الحكم.

استخدام المنهج النسقي في الدراسة، يسمح بفهم مدخلات الصراع الروسي الغربي وتأثير ذلك على مخرجات دول الشرق الأوسط التي أصبحت تتجه إلى سياسات مختلفة تستهدف تنويع الشركاء والأنشطة بدل التمترس تحت الوصاية الامريكية، وهذا بالتأكيد نتيجة لتغيير سياسة الدول الكبرى واستراتيجياتها تجاه المنطقة.

مآلات الحرب الروسية الأوكرانية على القارة الأفريقية

د. نجلاء مرعي

تشكل الحرب الروسية على أوكرانيا متغيرًا مهمًا في السياق الدولي له انعكاساته في كل أنحاء العالم، ولعل التداعيات الأوسع والأكثر تأثيرًا من المتوقع أن تكون في القارة الأفريقية، في ضوء استمرار تداعيات جائحة كوفيد-19، على الرغم من أنها تمثل في الوقت نفسه فرصة للدول الأفريقية لتحقيق مكاسب اقتصادية في ضوء ارتفاع أسعار النفط والغاز وتحول دول أوروبا إلى القارة الأفريقية لتصبح بديلًا جيوستراتيجياً للغاز الروسي، حيث بدأت كثيـر من القـوى الدوليـة والإقليميـة الفاعـلة في العمـل على إعـادة تموضعهـا من أجـل تحقيق مصالحها وتأميـن أمنهـا القـومي عبـر إنشـاء قواعـد عسكـرية ومنصـات لتبـادل المعلومات الاستخبـاراتية مـع دول القارة، ما يرجح احتمالية عودتها للتحول إلى إحدى جبهات الحرب الباردة المستقبلية.

هذا، ومع اندلاع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير 2022، أشارت العديد من التقارير إلى سحب موسكو لعدد من عناصر قوات “فاجنر” من أفريقيا للحاق بالعملية العسكرية في أوكرانيا، وسط تكهنات حول مدى تأثير الحرب الروسية- الأوكرانية على دور “فاجنر” في القارة الأفريقية. وتزامن مع هذه الخطوة الروسية تباين المواقف الأفريقية تجاه الأزمة الروسية- الأوكرانية في الأمم المتحدة بين الإدانة والصمت الحذر، وهو ما يكشف عن مدى تشابك المصالح الاقتصادية والأمنية بين موسكو وبعض الدول الأفريقية بفضل التحركات الروسية خلال السنوات الأخيرة، مما يثير المزيد من القلق بالنسبة للقوى الدولية الفاعلة في القارة مثل الولايات المتحدة وفرنسا في ضوء الصعود الروسي المتنامي على الساحة الأفريقية.

لذا، تحاول الدراسة الإجابة على سؤال رئيس مفاده ما هي تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على دور “موسكو” في القارة الأفريقية في ظل مآلاتها على دول القارة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا؟

القارة الأفريقية وحسابات الحرب الروسية الاوكرانية

د. مريامة بريهموش

تسعى هذه الورقة لدراسة التأثيرات المختلفة للحرب الروسية الأوكرانية على مختلف دول القارة الأفريقية، خاصة وأن هذه الأخيرة تعتبر من أكثر مناطق العالم هشاشة ما يجعلها حساسة جدا لكل التغيرات التقلبات والأزمات التي تشهدها البيئة الدولية، وهذا ما حدث فعلا مع الدول الأفريقية التي لم تكن بعيدة عن تأثيرات الحرب الروسية على أكرانيا خاصة مع وجود تعاون مع أطراف هذا النزاع سواء روسيا أو أوكرانيا على عدة مستويات اقتصادية، سياسية، أمنية وعسكرية، ولأن دول القارة الأفريقية تعتمد كثيرا خاصة فيما يتعلق بغذائها وسلاحها على قوى خارجية منها روسيا وأوكرانيا فقد جعلت نفسها خاضعة لمجريات هذه الحرب.

مع ذلك تحاول أفريقيا أن ترسم لنفسها خطا حذرا اتجاه هذه الأزمة المعقدة فأطرافها الذين هم أعداء اليوم بالأمس كانوا حلفاء ويجمعهم تاريخ مشترك، كما أن فرض الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على روسيا ومطالبتها دول العالم بالقيام بنفس الشيء على اعتبار روسيا قد خرقت القانون الدولي.

كل هذا جعل الدول الأفريقية تلتزم الحياد في موقفها وتدعوا أطراف الأزمة إلى اللجوء إلى الحوار، كما أن روسيا بدورها قد أدركت الأهمية الاستراتيجية لأفريقيا في أزمتها الأخيرة ما جعلها تعمل على تطوير العلاقات وزيادة الاهتمام بأزمات القارة الأفريقية وذلك لضمان مساندتها لها في الأزمات والمحافل الدولية.

تداعيات الأزمة الأكرانية على التواجد الروسي في أفريقيا

د. سمر خمليشي

يبدو أن تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا على ميزان القوى الدولية قد أصبحت تلقي بظلالها على التواجد الروسي في أفريقيا. في هذه المنطقة يكون الصراع الجيوسياسي قوياً بين الدول الغربية وروسيا والصين. غير أن تداعيات الحرب على أوكرانيا قد غيرت الموازين وقد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على النفوذ الروسي بأفريقيا بناء على تطورات الصراع.

وبشكل عام، فإن تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا على النفوذ الروسي في أفريقيا يمكن أن تتراوح بين المباشرة وغير المباشرة، وقد تعتمد على تطورات الصراع وتأثيرها العالمي. ومن المهم الإشارة إلى أن النفوذ الروسي في أفريقيا قد ارتفع بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة، ولا يمكن تقييم تأثير الحرب الروسية في أوكرانيا على النفوذ الروسي في المنطقة بشكل عزلي عن هذه الاتجاهات العامة.

الحرب الروسية الأوكرانية واتجاهات الرأي العام المصري

د. عبد السلام عبد الرحمن

يهدف البحث إلى التعرف على تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على مصر واتجاهات الرأي العام نحوها، وذلك من خلال التعرف مصادر معلومات المبحوثين حول الحرب الروسية – الأوكرانية، ووجهة نظر الرأي العام المصري نحو هذه الحرب، وما الحل الأمثل لإنهاء الحرب من وجهة نظر الرأي العام المصري، ورصد اتجاهات الرأي العام المصري نحو موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب، والعوامل التي أثرت في موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب، وما تأثيرات الحرب على مصر، والكشف عن اتجاهات المصريين نحو مصير العلاقات المصرية الروسية، ونحو مصير العلاقات المصرية الاوكرانية، وما اتجاهات الرأي العام المصري نحو التوقعات بميلاد عالم متعدد الأقطاب بعد انتهاء الحرب؟

Admin

مجلة علمية دولية محكمة، ربع سنوية، يتم النشر فيها باللغات (العربية، التركية، الإنجليزية، الفرنسية). تقوم على نشر الدراسات العلمية والأوراق البحثية وأوراق السياسات، وكذلك نشر عروض وملخصات رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه حول العلاقات الدولية، وفروعها الأساسية، وما يرتبط بها من علوم ومعارف بينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى