Uncategorized

الجيش الأوروبي الموحد: مسار ات التكوين والتحديات المستقبلية

د. خالد التزاني

أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، فاس، المغرب.

عززت الأزمات الأخيرة التي عرفتها أوروبا التفكير الإستراتيجي لدى العديد من قادتها في أنه لا يمكن الاعتماد كليا على الولايات المتحدة الأميركية أو حلف الناتو لحمايتها، وقد تصاعد هذا الاعتقاد بشكل كبير بداية منذ استيلاء روسيا على جزيرة القرم في العام 2014 وتزايد مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما دفع العديد من القادة الأوروبيين إلى التفكير فيما يجب فعله على المدى الطويل من أجل حماية الأمن الداخلي الأوروبي.

وقد تعالت الأصوات مؤخرًا مطالبة بإعادة إحياء الحلم الأوروبي القديم بإنشاء جيش أوروبي موحد قادر على ضمان أمن الإتحاد الأوروبي وقادر على مواجهة التحديات التي تواجه هذا الإتحاد خاصة بعد تزايد التهديدات الروسية، غير أن هذه الرغبة ما زالت تواجهها مجموعة من التحديات و هو ما يكرس الفشل الأوروبي المستمر في تحقيق هذا الهدف الإستراتيجي.

وفي هذا الإطار تناولت هذه الدراسة تطور فكرة إنشاء جيش أوروبي موحد كخطوة نحو تعزيز استقلالية الاتحاد الأوروبي في المجالين الأمني والعسكري، خاصة بعد الأزمات المتتالية التي شهدتها القارة. فقد دفع هذا الواقع القادة الأوروبيين إلى إدراك محدودية الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة أو حلف الناتو، ما أعاد إحياء النقاش حول ضرورة امتلاك أوروبا لقدرات دفاعية ذاتية.

ورغم تعدد المبادرات والدعوات السياسية، فإن مشروع الجيش الأوروبي الموحد لا يزال يواجه تحديات جدية، أهمها غياب التوافق بين الدول الأعضاء، وتباين الرؤى والتقاليد الدفاعية، وتمسك بعض الدول بسيادتها العسكرية. تسعى الدراسة إلى استعراض المراحل التي مر بها المشروع، مع تحليل أسباب تعثّه، وتبيان التحديات التي تحول دون تحقيقه. وانتهت الدراسة إلى أنه لیس من السهل التنبؤ بمستقبل الاتحاد الأوروبي على المستوى العسكري خاصة في ظل تعدد العوامل المؤثرة فیه، لكن من الممكن على الأقل تلمس بعض الخيارات المتاحة أمام قادته ودوله من خلال دراسة المسار الأمني و العسكري للاتحاد والبحث في مكامن الخلل في بناه المؤسسیة وبالتالي تكوین صورة واضحة عن أسباب الفشل التي یعیشها مشروع تكوين جيش أوروبي موحد الیوم، وهو ما یسمح بمناقشة تصورات قد تكون حلولا ممكنة لهذه المشكل، فالأمر يتطلب إصلاحات جوهریة في المؤسسات الأوروبیة وآلیات عملها، وهذا لا یمكن تحقیقه إلا من خلال تعزیز وٕإعادة بعث الهویة الأوروبیة التي بدورها تزید من تماسك الاتحاد.

النص الكامل: مجلة العلاقات الدولية، المجلد الثالث، العدد التاسع، يوليو/ تموز 2025

Admin

مجلة علمية دولية محكمة، ربع سنوية، يتم النشر فيها باللغات (العربية، التركية، الإنجليزية، الفرنسية). تقوم على نشر الدراسات العلمية والأوراق البحثية وأوراق السياسات، وكذلك نشر عروض وملخصات رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه حول العلاقات الدولية، وفروعها الأساسية، وما يرتبط بها من علوم ومعارف بينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى